الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين، وبعد..
الدولة العباسية فإن العصر العباسي يطلق على الفترة التي حكم فيها الخلفاء من بني العباس، وتمتد من سنة 132هـ / 750م إلى سنة 656هـ / 1258م.
وكان عدد الخلفاء فيها 37 أولهم عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب المعروف بالسفاح، وآخرهم أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله الذي قُتل على أيدي التتار بعد اكتساحهم بغداد سنة 656هـ.
ويقسم المؤرخون هذا العصر إلى عصرين :
العصر العباسي الأول :
ويمتد من سنة 132هـ وهي السنة التي بويع فيها للسفاح إلى سنة 232هـ وهي السنة التي توفي فيها الخليفة الواثق بن المعتصم بالله، وعدد الخلفاء الذين تولوا الحكم فيه تسعة خلفاء، وامتدت مساحة الدولة الإسلامية فيه من نهر السند إلى المحيط الأطلنطي، وشملت بلاد السند (الشمال الغربي من الهند)، وبلوخستان وأفغانستان، والتركستان، وفارس، والعراق، وديار بكر، وأرض الجزيرة العربية، وأرمينية، والشام، وفلسطين وقبرص، وكريت (إقريطش) ومصر، وشمالي إفريقية..
غير أنه قد استقلت عنها الأندلس بأسرها بعد أن فر إليها عبد الرحمن بن معاوية الملقب بعبد الرحمن الداخل أو صقر قريش، وكانت عدوى العصبية قد انتقلت إلى العرب المقيمين بها، يمنية ومضرية، فوحدهم تحت رايته، وأنشأ بالأندلس إمارة مستقلة، مثلت أول دولة مستقلة عن دولة الخلافة..
وقد امتاز العصر العباسي الأول هذا بقوة الدولة، وسيطرة الخلفاء على مقاليد الحكم سيطرة كاملة، وارتفاع راية الجهاد بها، وانتشار العلم في ربوع ديارها، وأخذها بحظ وافر في شتى جوانب الحضارة والمعرفة، حتى صارت المدن الإسلامية الكبرى مصدر إشعاع للبشرية في مشارق الأرض ومغاربها، يؤكد على ذلك قول ابن طباطبا: كانت كثيرة المحاسن، جمة المكارم، أسواق العلوم فيها قائمة، وبضائع الآداب فيها نافقة، وشعائر الدين فيها معظمة، والخيرات فيها دائرة، والدنيا عامرة، والحرمات مرعية، والثغور محصنة، وما زالت على ذلك حتى أواخر أيامها، فانتشر الشر، واضطرب الأمر[1].
وقبل أن نتحدث عن أبرز ملامح هذا العصر التي تؤكد صدق كلام ابن طباطبا نُذكّرُ أنه قد بويع للسفاح أول الخلفاء العباسيين في الكوفة التي كانت معقل التشيع أيام الأمويين، وذلك في ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلت من ربيع الآخر سنة 132هـ، وكان مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين ما زال على رأس الحكم بالشام، لكنه تقهقر أمام جيوش العباسيين حتى دخل مصر، وقتل بها في قرية تسمى "بوصير" قرب الفيوم..
وذلك بعد تفرق شيعته عنه واشتعال نار العصبية العمياء بين اليمانية والمضرية دون أن يشعروا بالخطر المحدق بهم، حتى إنهم جعلوا في كل مسجد بدمشق وقت حصار الجيش العباسي لهم محرابين للقبلتين ومنبرين وإمامين يخطبان يوم الجمعة على المنبرين، وهذا من عجيب ما وقع، وغريب ما اتفق، وفظيع ما أحدث بسبب الفتنة والهوى والعصبية كما قال ابن كثير[2], وظلوا على تلك الحالة حتى اقتحمت عليهم جيوش العباسيين..
وقد أفرط السفاح أولاً في سفك دماء بني أمية والموالين لهم من أهل الشام؛ حتى لا يفكر الناس في استرجاع دولتهم، ثم فاء إلى رشده بعد أن استدعى الأوزاعي -وكان فقيه الشام في عصره- فأوقفه بين يديه وقال له: يا أوزاعي, أتعد مقامنا هذا أو مسيرنا رباطًا؟ فقال له: جاءت الآثار عن رسول الله أنه قال: "من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لامرأة يتزوجها أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه"[3].
فنكت السفاح بخيزرانة في يده نكتًا شديدًا، ثم رفع رأسه فقال: يا أوزاعي, ما تقول في دماء بني أمية؟ فقال الأوزاعي: جاءت الآثار عن رسول الله أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، الزنا بعد إحصان، والمرتد عن الإسلام، والنفس بالنفس، فأعاد السفاح الضرب بالخيزرانة ضربًا شديدًا، وأطرق مليًّا ثم رفع رأسه فقال: يا أوزاعي, ما تقول في أموال بني أمية؟ فقال الأوزاعي: إن كانت لهم حرامًا فهي عليك حرام، وإن كانت لهم حلالاً فما أحلها الله لك إلا بحقها، فأعاد الضرب بالخيزرانة.
وأطرق مليًّا ثم رفع رأسه فقال: يا أوزاعي, هممت أن أوليك القضاء، فقال: أصلح الله الأمير، وقد كان انقطاعي إلى سلفك ومن مضى من أهل بيتك، وكانوا بحقي عارفين، فإن رأى الأمير أن يستتم ما ابتدأه آباؤه فليفعل، فقال: كأنك تريد الإذن, فقال: إن ورائي لحرمًا بهم حاجة إلى قيامي بهم، وسِتْري لهم، فقال السفاح: فذاك لك[4].
وفي رواية أخرى أنه سأله عن الخلافة وصية لنا من رسول الله ؟ فقال له الأوزاعي: "لو كانت وصية من النبي ما ترك علي بن أبي طالب أحدًا يتقدمه".
وكان لذلك الموقف من الأوزاعي الذي لا يقفه إلا قلة من العلماء المخلصين الشجعان أمام السفاح الثائر الغاضب أثر في حقن ما تبقى من دماء الناس.
وفضلاً عن ذلك فقد رفع من مقام الأوزاعي حتى في قلب السفاح نفسه؛ حيث رآه بصلابته أهل لأن يقلده القضاء فقال: "يا أوزاعي هممت أن أوليك القضاء", فيمتنع الأوزاعي وهو في هذا الموقف الحرج ليقول للعلماء خلفه: ها أنا ذا وقفت في وجه السفاح الثائر وأنا أعلم أن غضبه واندفاعه قد يكون سببًا في إراقة دمي، ولم أرض أن أداهنه حتى في قبول تولي منصب القضاء، فما لأحد منكم بعدي عذر في أن يحيد عن منهج الله I ويخون العلم الذي تعلمه ويفتي بحل سفك دم الأبرياء أو اغتصاب أموالهم..
وقد ارتفعت مكانة الأوزاعي أكثر عندما تصرف في جائزة السفاح، فلا هو ردها ولا هو أخذها، يقول الراوي: وبعد خروجه إلى بيروت جاءه البريد يقول له: إن الأمير غفل عن جائزتك، وقد بعث لك بمائتي دينار، فأخذها منه ثم لم يبرح صاحب البريد مكانه حتى رآه قد فرقها في الأيتام والأرامل والفقراء..
وازداد تعلق الخلفاء العباسيين به فيما بعد لما رأوا من صدقه وإخلاصه، وأنه لا يجامل أحدًا على حساب شرع الله، فقد كتب إليه أبو جعفر المنصور يومًا يقول: "أما بعد فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته في عنقه، وأمره أن يكتب إليه بما يرى فيه المصلحة للمسلمين", فكتب إليه الأوزاعي:
"أما بعد فقد بلغني كتاب أمير المؤمنين يعلمني أنه قد جعلت في عنقي ما جعل الله لرعيته في عنقه، ويأمرني أن أطلعه طلعهم، وأكتب إليه بما رأيت فيه المصلحة لهم وبما أحببت وبدا لي، فعليك يا أمير المؤمنين بتقوى الله، وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين في الأرض بغير الحق، واعلم أن قرابتك من رسول الله لن تزيد حق الله عليك إلا عظمًا، ولا طاعته إلا وجوبًا، ولا الإياس فيما خالف ذلك منه إلا إنكارًا[5].
وفي موطن آخر يقول الأوزاعي: بعث إلي أبو جعفر المنصور وأنا بالساحل فلما وصلت إليه سلمت عليه بالخلافة فرد علي واستجلسني ثم قال: ما الذي بطأ بك عنا يا أوزاعي؟ قلت: وما الذي تريد يا أمير المؤمنين (كأنه أراد أن يقول له: إن العلماء حوله كثير) ما الذي يريد أمير المؤمنين؟ قال: أريد الأخذ عنكم والاقتباس منكم، فقال: انظر يا أمير المؤمنين لا تجهل شيئًا مما أقول لك..
فقال المنصور: وكيف أجهله وأنا أسألك عنه، وفيه وجهت إليك وأقدمتك له، قلت: أن تسمعه ولا تعمل به.. ثم قال: يا أمير المؤمنين من كره الحق فقد كره الله، إن الله هو الحق المبين، فلما سمعه الربيع (رئيس حرس المنصور) أهوى بيده إلى السيف، فانتهره المنصور وقال: يا هذا! إنه مجلس مثوبة لا مجلس عقوبة..
فلما سمع الأوزاعي ذلك من المنصور تيقن أن جاد وقال: فطابت نفسي وانبسطت في الكلام، فقلت: يا أمير المؤمنين: حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال: قال رسول الله : "أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه فإنما هي نعمة –وقالوا- سيقت إليه، فإن قبلها بشكر، وإلا كانت حجة من الله عليه، -وقالوا- ليزداد بها إثمًا، ويزداد الله عليه سخطًا".
يا أمير المؤمنين حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال: قال رسول الله : "أيما وال بات غاشًّا لرعيته حرم الله عليه الجنة"، يا أمير المؤمنين من كره الحق فقد كره الله ، إن الله هو الحق المبين..
يا أمير المؤمنين: إن الذي لين قلوب أمتكم لكم حين ولوكم أمورهم لقرابتكم من نبيهم، فقد كان بهم رءوفًا رحيمًا مواسيًا لهم بنفسه في ذات يده، وعند الناس لحقيق أن يقوم له فيه بالحق وأن يكون بالقسط له فيهم, ولعوراتهم ساترًا لم تغلق عليه دونهم الأبواب، ولم تقم دونهم الحجاب يبتهج بالنعمة عندهم.
ويتأيس بما أصابهم من سوء، يا أمير المؤمنين قد كنت في شغل شاغل من خاصة نفسك عن عامة الناس الذين أصبحت تملكهم، أحمرهم وأسودهم مسلمهم.. وكافرهم، وكل له عليك نصيب من العدل، فكيف بك إذا اتبعك منهم قيام وراء قيام، ليس منهم أحدًا إلا وهو يشكو شكوة..
يا أمير المؤمنين هل تدري ما جاء في تأويل هذه الآية عن جدك: {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا} [الكهف: 49]؟ الصغيرة: التبسم, والكبيرة: الضحك، فكيف بما عملته وأحصته الألسن؟!!
يا أمير المؤمنين بلغني أن عمر بن الخطاب t قال: "لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضيعة لخفت أن أسأل عنها، فكيف بمن حُرم عدلك وهو على بساطك، يا أمير المؤمنين تدري ما جاء في تأويل هذه الآية عن جدك: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى} [ص: 26], قال: يا داود إذا قعد الخصمان بين يديك فكان لك في أحدهما هوى, فلا تتمنين في نفسك أن يكون الحق له فيفلج على صاحبه فأمحوك من نبوتي ثم لا تكون خليفتي[6].
والتزم المنصور بتلك التوجيهات التي أملاها عليه الأوزاعي، وحاول أن يلتزم بنهج النبي الذي كان يرى هو ومن تبعه من الخلفاء أنهم أحق به من غيرهم على اعتبار أنهم بنو عمه، ولم ينحرفوا عن ذلك إلا بحسب ما تمليه النفس البشرية الميالة للهوى والأمارة بالسوء وما جلبت عليه من حب الملك والتشبث به.
فقد خطب يومًا فقال: الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة، والرعية لا يصلحها إلا العدل، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه[7].
وكان المنصور مع صلاحه صاحب همة قلما توفرت في ملك من الملوك، ولذا يعد المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، ومثبت أركانها، ومن دلائل همته أنه لما خرج عليه إبراهيم بن عبد الله بن حسن ظل مشغولاً به لا يهتم حتى بتغيير ملابسه بضعًا وخمسين يومًا إلى أن جاءته البشرى بالقضاء عليه، وقد قيل له في غضون ذلك: إن نساءك قد خبثت نفسهن لغيبتك عنهن، فانتهر القائل وقال: ويحك ليست هذه أيام نساء[8].
وقال بعضهم: دخلت على المنصور وهو مهموم من كثرة ما وقع من الشرور، وهو لا يستطيع أن يتابع الكلام من كثرة همه، وما تفتق عليه من الفتوق والخروق، وهو مع ذلك قد أعد لكل أمر ما يسد خلله به، وقد خرجت عن يده البصرة والأهواز وأرض فارس والمدائن وأرض السواد، وفي الكوفة عنده مائة ألف مغمدة سيوفها تنتظر به صيحة واحدة، فيثبون مع إبراهيم، وهو مع ذلك يعرك النوائب ويمرسها ولم تقعد به نفسه وهو كما قال الشاعر:
نفس عصام سودت عصاما *** وعلمـته الكـر والأقـداما
فصيـرتـه ملكـًا همامـا[9]
وقد ولى بعض العمال على بلد من بلدان الخلافة فبلغه أنه قد تصدى للصيد، وأعد لذلك كلابًا وبزاة، فكتب إليه ثكلتك أمك وعشيرتك، ويحك إنا إنما استكفيناك واستعملناك على أمور المسلمين، ولم نستكفك أمور الوحوش في البراري، فسلم ما تلي من عملنا إلى فلان، وألحق بأهلك ملومًا مدحورًا[10].
ومن العجب أن المنصور رغم المشاكل والمشاغل التي عاشها لم ينس يومًا أن مدارسة العلم هي خير ما ينتفع به الإنسان، فقد أوصى المهدي عند موته بقوله: يا بني لا تجلس مجلسًا إلا وعندك من أهل الحديث من يحدثك، وقد كان في شبيبته يطلب العلم من مظانه والحديث والفقه فنال جانبًا جيدًا وطرفًا صالحًا، فقيل له يومًا: يا أمير المؤمنين هل بقي شيء من اللذات لم تنله؟ قال: شيء واحد، قالوا: وما هو؟ قال: قول المحدث للشيخ من ذكرت رحمك الله.
فاجتمع وزراؤه وكتابه وجلسوا حوله فيما يشبه العمل المسرحي وقالوا له: ليمل علينا أمير المؤمنين شيئًا من الحديث (ليسترضوه ويجلسوه مجلس العالم) فقال: لستم بهم (أي الذين يصلحون لسماع العلم والحديث) إنما هم الدنسة ثيابهم، المشققة أرجلهم، الطويلة شعورهم، رواد الآفاق وقطاع المسافات، تارة بالعراق وتارة بالحجاز، وتارة بالشام، وتارة باليمن[11].
ولما عزم على الحج في السنة التي توفي فيها دعا ولده المهدي فأوصاه في خاصة نفسه وبأهل بيته وبسائر المسلمين خيرًا، وعلمه كيف تفعل الأشياء وتسد الثغور، وأوصاه بوصايا يطول بسطها، وحرج عليه أن لا يفتح شيئًا من خزائن المسلمين حتى يتحقق وفاته، فإن بها من الأموال ما يكفي المسلمين لو لم يُجبَ إليهم من الخراج درهم عشر سنين، وعهد إليه أن يقضي ما عليه من الدين هو ثلاثمائة ألف دينار، فإنه لم ير قضاءها من بيت المال[12].
إننا الآن قد نجلس ونقارن بين حال المنصور وحال كثير من الولاة في عصرنا فنرى البون واسعًا، ولكننا ننسى أننا إذا كنا قد افتقدنا حكامًا مثل المنصور فإنا لم نجد من العلماء أيضًا من يتشبه بالأوزاعي في إخلاصه وجرأته وعفته، ولكي نجد أمثال المنصور لا بد أن نوجد أولاً من العلماء أمثال الأوزاعي فالكون لا يصلح إلا بهما معًا..
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله إن كان في العمر بقية..
[1] الفخري في الآداب السلطانية - (ج 1 / ص 55).
[2] البداية والنهاية - (ج 10 / ص 45).
[3] الحديث في البخاري ومسلم.
[4] تاريخ دمشق - (ج 35 / ص 211 وما بعدها ).
[5] تاريخ دمشق - (ج 35 / ص 213).
[6] تاريخ دمشق - (ج 35 / ص 216).
[7] سير أعلام النبلاء - (ج 7 / ص 85).
[8] البداية والنهاية - (ج 10 / ص 99).
[9] المصدر السابق نفسه.
[10] البداية والنهاية - (ج 10 / ص 134).
[11] مختصر تاريخ دمشق - (ج 4 / ص 374).
[12] البداية والنهاية - (ج 10 / ص 135).
الكاتب: د. أحمد عبد الحميد عبد الحق
المصدر: موقع التاريخ